"هنا القاهرة" نداء إذاعة البرنامج العام العزيز على المصريين والعرب من المحيط إلى الخليج مازال يصدر منها لليوم. لكن "الإذاعة الأولى" حيرتني، بل وآلمتنى عندما عدت لمتابعتها مع رمضان 2023.

وكأننا نعيش معها ما كان قبل عشرات السنين. تقريبا لابرنامج أو مسلسل جديد واحد لساعة بعد الإفطار. تعيش اليوم حوارات "عمر بطيشة" مع "فاروق حسني" وزيرا للثقافة  و" مصطفى حسين" فنانا للكاريكاتير وغيرهم من السابقين والراحلين، ودون إشارة لسابق مسؤولية أو لوفاة. ويأتيك مسلسل بعد الإفطار بصوت الراحل "كمال الشناوي" في "الحوت والكتكوت". أما برنامج "أخبار خفيفة" العتيق فاحتفظ بالاسم، لكنك ستفاجأ مع بدايته بسلسلة تبدو بلا نهاية من أخبار رئيس الدولة الرسمية. وتدعوك نشرات الأخبار للتحول إلى إذاعات بلاد أخرى، وحتى لمتابعة الأحداث الساخنة للسودان الشقيق المجاور. وقاتل الله النفاق ومعه الإفلاس واللا مهنية.

 وإذا أصبح هذا هو حال "الإذاعة الأولى" فما بالنا ببقية الإذاعات ومحطات التلفزيون. وقولوا ما شئتم عن أحوال "ماسبيرو" وأزمته المالية وتأثيرات الفساد وانحسار هامش الحرية، لكن هذا صوت مصر رقم 1 في الأثير للعالم، فلا تتركوه يموت ونترحم عليه ويكون محل سخرية من محيطنا الإقليمي. 

وعيب أيضا أن يستمر تغييب إعلاميات وصحفيات "ماسبيرو" المهنيات المحترمات ظلما خلف الأسوار. أفرجوا عن "هالة فهمي" و"منال عجرمة" و" صفاء الكوربيجي". وأعيدوا فرسانه الممنوعين والمغادرين قسريا لأنهم أخلصوا للجمهور أولا.

إفرجوا عن كل مواهب وكفاءات "ماسبيرو" ولا تبخلوا عليه بالمال والإمكانات، وأزيلوا الخوف والرقابة الغشوم، وأعطوهم الفرص المستحقة.. ومن أجل رمزية ومكانة "هنا القاهرة".

وعجايب
------------------------
بقلم: كارم يحيى